كــيـــت كــات

موضوع: كــيـــت كــات الأحد مايو 29, 2011 8:00 pm

بـدايـــة لـيـأذن لـى الأســتاذ مـاهــر ديــاب أن أشــارك بـهـذا المـوضــوع

-----------------

بـيـنـمــا أنـأ أتـصـفــح خـواطــرى المـكـتـوبــة يـوم 12 سـبـتـمـبـر 1991 وجـدت تـلـك

الخـواطـر عـن فـيـلـم الكـيـت كـات وكـانـت خـواطرى هـى

(1)

الفـيـلـم مـأخـوذ عـن روايــة مـالك حـزيـن لـلـمـبـدع إبـراهـيـم أصلان ولأنـى قـرأت الـروايـة

فـرأيـت الفـيـلـم يـخـتـلـف عـن الـروايــة فـى كـل شــيىء إلاَّ أهـم شـيـىء .. الفكرة الرئـيسية

العـجــز والحـلـم .. فالرواية والفيلم يدوران حول فكرة معينة وهى أننا ببساطة عـاجـزون

وببساطة أكبر حالمون .. وإن إختلفت النسبة مـن إنـســان لآخــر

(2)

الفـيـلم أعـد لـه السيناريو والحوار بحرفية شديدة الفـنـان داوود عبد السيد .. وهو فى ذات الوقت

مخرج الفيلم وتلك ميزة هامة جداً .. أن يكون السيناريست هو نفسه المخرج لأن السيناريو هو

الفيلم كامل ولكن دون تنفيذ - أى على الورق - والفيلم هـو سيناريو متحرك .. وأظننى لـم أشـاهـد

منذ فترة فيلم أقرب إلى أن يكون نموذج للحرفية الفنية سوى فيلم ( كيت كـات )

(3)

قبل بداية الفيلم نقرأ على الشـاشـة هـذه العـبارة

( هـذا الفيلم إهـداء للفنان أنسى أبو سيف ) .. هـكـذا كان الإهـداء مـن المخرج ..ولكن من هو

أنسى أبو سيف ؟ .. إنه مهندس الديكور لنفس الفيلم .. وحقاً فقد إستوقفنى الديكور وأبـهـرنى بشدة

أبهرتنى الحارة النموذجية التى تبدو فيها المنازل واقعية حارة ممتلأة بالمطبات .. المنازل قديمة

تنشع الرطوبة من جدرانها حتى الأشياء الدقيقة نجدها فخارج المنازل مزاريب المياه واضحة وصندوق

الكهرباء الحكومى .. وداخل المنازل كان الديكور متميز وممتاز .. الغرف مثل كل الغرف فى البيوت

القديمة .. لانكاد نعرف لون الجدران من أثر الرطوبة ذات الغرف بأسقفها المرتفعة ونوافذها المفتوحة دائـمـاً

ووجدنا المطبخ المكركب .. إنها أشياء صغيرة ولكن هامة ... لذلك كان من حق المخرج أن يهدى

الفـيلم لمهندس الديكور أنسى أبو سيف ..

(4)

أما عن الموسيقى فى فيلم كيت كات فانقسمت لنوعين .. الأول الموسيقى التصويرية المصاحبة للفيلم

والثانى الألحان الموجودة فى الفيلم وكانت عبارة عن أغنيتين ( الصهبجية ) و ( ياللا بينا تعالو )

والرائع أن الملحن إبراهيم رجب لم يستخدم فى أغنية يللا بينا تعالو سوى العــود حتى دون وجود إيقاع

أما عن الموسيقى التصويرية فأقل مـا أقوله عنها أن الفيلم إكتمل بها لتعبيراتها الرائعة المعبرة عن

الحدث قبل وأثناء وبعد حدوثه .. والموسيقى التصويرية كانت للفنان راجح داوود

(5)

أما عـن أداء الممثلين فكان أكثر من رائع .. وقف الفنان مخمود عبد العزيز على قمة المبدعين

وصعوبة الدور عامل هام للحكم على الفنان .. وهذا الدور له مواصفات خاصة جداً .. معقدة جداً

أداها محمود عبد العزيز بنضج واضح .. فهو أولاً كـفيف وثانياً إبن بلد وثالثاً - وهو الأهم -

إنـســان حـالـم والمشكلة التى نجح فيها الفنان محمود عبد العزيز ببراعة هـى كـيف يستطيع

هذا الكفيف أن يحلم .. ؟ ثم يـأتى دور شريف منير إبن محمود عبد العزيز .. أو يوسف إبن

الشيخ حسنى .. اداء بسيط ينفذ للأعماق بسهولة واستطاع أن يقنعنا فى دور الشاب الذى يحلم

بالهجرة من الوطن .. لتحسين أوضاعه .. ثم دور عايدة رياض تلك المرأة التى تحتاج لرجل

بعد أن تركها زوجها .. تحتاج لمن يشبع رغباتها .. ولكنها حين تجده فى صورة يوسف تنسى

تلك الرغبات وتتحدث عن همومها .. وقامت عايدة بأداء الدور كما يبنبغى بإجادة تامـة

تـلـك هى الأدوار الرئيسية فى الفيلم ..وكانت هناك أدوار أخرى ثانوية ولكن مـؤثرة فى

الأحداث .. مثل هرم تاجر المخدرات .. وروايح زوجة سليمان الصايغ التى تخون زوجها

لأنه خجــول .. وصبحى الفرارجى الذى يريد شراء منزل الشيخ حسنى ليهدمه ويقيم مكانه

عمارة حديثة .. ويتبقى عم مجاهد بائع الفول .. ذلك الرجل الذى يحبه الشيخ حسنى ..

(6)

ولكن مـاذا عن قصة الفيلم ..؟ الإجابة أنه لاقصة فى الفيلم .. !

لاتوجد حدوتة ولاحبيبين يفترقان .. لاتوجد عصابة ومجرمين ..! إذن ماذا يقول الفيلم ؟

يقول أن كل منا به نقطة عجز .. وكل منا به مساحة من الحلم .. كل هذا من خلال شخصية رئيسية

تـتـفرع منها وإليها باقى الشخصيات .. فهاهو الشيخ حسنى ذلك الرجل الكفيف العاجز ببصره

ولكنه يرفض الإعتراف بهذا العجز ..! إنه الأمل حتى لو كان كاذباً فنجده يقول فى الفيلم عبارات

مثل ( أنا بشوف ف الضلمة والنور ) و (أنا ماحبش حد يستعمانـى ) .. بل أكثر من هذا

نراه يعزف على العود ويغنى .. ومرة أخرى نجده يدخل السينما .. ثم يحقق حلمه الكبير ويقود

موتوسيكل فى الحارة .. ونراه يرطب فلوكة فى النيل .. ويصادف رجلاً أعمـى ( مثله )

ولكن يوهمه أنه مبصر ... شخصية ثرية بطبعها فى النهار إما متسـكـعـاً بالشوارع القريبة من

منزله وإما جـالس على المقهــى .. ثم فى الليل هو جـالس مع أصدقاء الخيال مع المخدرات

يدخنون الحشيش داخل دكانته الصغيرة حتى الفجر .. إنه عدم الإعتراف بالعجز حتى وإن كان

فقد البصر .. وهو يحلم لا بعودة الإبصار .. ولكن بأن يصدقه الناس أنه ليس أعمـى ..!

.. وهناك يوسف إبن الشيخ حسنى لديه عجز مادى .. وسليمان الصايغ لديه عجز جنسى

... بإخـصــار الفيلم يقول : كلنا عاجزون ولكن من منا يستسلم للعجز عضوى أو نـفســى

(7)

يتبقى لى عدة ملاحظات عن فيلم كيت كات ..فالتصـوير كان مذهـلاً فى مشهد وفاة عم مجاهد

بائع الفول وهو موجود داخل عربة الفول ويجرها الشيخ حسنى .. إذن يتبقى عن الفيلم شيئان ..

المونتاج ووضح فيه فهم المونتير لأحداث الفيلم .. خاصة عند النقل من مشهد لأخـر فقد كان

يتم هذا والصورة فى ظلام تام تأكيداً لمعنى الفيلم ولأن الشخصية الرئيسية لرجل كفيف

والملاحظة الجميلة الثانية .. هـى أغنية ( ياللا بينا تعالو ) من أشعار المبدع سيد حجاب

ويقول فى مطلعـهـا :

ياللا بينا تعالو
نسيب اليوم بحالو
وكل واحد مننا
يركب حصان خياله

وحقـاً فقد جعلنى سيد حجاب أمتطــى حصان خيالى مع كلماته الساحرة الرائـعـة

والموسيقى المعبرة .. والتصوير المتميز .. والحوار الجميل .. والديكور العميق

والآداء الأكثر من رائـع .. وأخـيـراً الإخـراج المـبـهـر

كل هذا رأيـتـه فى ( الكيت كات ) فشكراً لكل من ســاهـم فى تلك السيمفونية

وليركب كل منا حصان خياله ..

رائع دائما أستاذنا حمدى شبانه

إنت فين ياأستاذنا ؟ كل سنه وانت طيب

وحشتنا ، ومش حاقول غير كده ، وانا عارف

برضه ان احنا وحشناك ، بس انت اللى

تقلان علينا .

عموما نسأل احنا ، صحيح احنا الصغيرين

لكن برضه نسأل ونشقلب فكرة الكبير يسأل

على الصغير ، ونخللى الصغير هو اللى يسأل

تقبل تحياتى وكل عام وأنت والأسره الكريمه

فى صحة وهناء .

أخوك محمد البسيونى

شاعر عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 10/05/2011

استاذ حمدى شبانة
الأب \ الصديق
نشكرك استاذنا الفاضل على هذا التواجد وهذا التحليل القيم واسمح لى استاذنا ان هذا الفيلم يعد من أهم الافلام العربية ولغة السينما التى تحدث بها لغة قوية تحسب للمخرج السينارست داود عبد السيد
والرواية قمة في الإبداع
تحية حب ليك