صبري الصبري
من أصحاب المنتدي
عدد المساهمات : 99 تاريخ التسجيل : 22/07/2011
| موضوع: دموع النيل :: شعر :: صبري الصبري الخميس مايو 30, 2013 10:23 pm | |
| دموع النيل *** شعر صبري الصبري *** أرأيت يا نيل الجمال صواعقا شنت علينا من هناك خوارقا
ورمت إلينا من سدود جفائها جدبا أليما ذا مصاعب صاعقا
سيجف نيلك يا حبيبة قلبنا إن سد أثيوبيا استباح مناطقا
كانت تُجَمِّع ماء جنات أتى بالنيل يجري بالعذوبة رائقا
بالخير يخطو نحو مصر وشعبها وينيلها البسط البديع الفائقا
ويحفها بالحسن طاب بروضه يزهو جميلا رائعا متلاحقا
منذ القديم تدفقت أمواجه تروي لدينا بالحقول طرائقا
رقت ودقت بالتفاصيل التي شدَّت إليها بالبهاء العاشقا
وحكت حكايات الليالي سجلت تاريخنا المبرور سفرا صادقا
يا ليت قومي يقرؤون سطورها يا ليت قومي يعلمون حقائقا
إنا لدينا يا بن نيل ثروة تنساب فينا .. هل شخصت رقائقا ؟!
هل جُبت مصر شمالها وجنوبها ترنو بنهر النيل تبرا عالقا ؟!
أرأيت فيه الإنطلاق مُحَمَّلا بالطمي يمضي بالقيادة غامقا ؟!
ويحيك رتقا في ثراه مؤثرا يبني بناء للحبيبة شاهقا
أسمعت فيه خريره لحنا سرى شدوا يغنَّى في حماها سامقا
عذبا سميرا متقنا مستجمعا سهلا مثيرا بالمهابة دافقا
أنظرت يوما بالدروب شواطئا ضمت شعاعا من سناها بارقا؟!
ولقيت صوت الناي فاح أريجه بوحا صدوقا بالمحبة شائقا ؟!
إني سمعت .. كما رأيت وسجَّلَت أبيات شعري للمهيب دقائقا
نهر تدفق بالحياة مبجلا فخما رطيبا بالنضارة واثقا
تختال فيه الأمنيات بزهوها وتبث صوتا عبقريا ناطقا
يا نيل مصر لك المحبة دائما يا من تسبّح في نداك الخالقا
أنت الذي من فوق جئت لأرضنا بالشكر نحمد ذا الجلال الرازقا
ساق المياه لمصرنا في رحلة طالت .. وقدَّر بالمشيئة سائقا
حتى أتانا خير ربي سابغا يسقي ثرانا حاليا أو سابقا
والآن نقبع باندهاش عقولنا هل سد أثيوبيا سيصبح عائقا ؟!
ويحول بين تدفق لمياهنا تجري إلينا بالتصحر لاحقا
وتعيش مصر مع الجفاف ملازما أرضا تلاقي بالخراب حرائقا
يا أهل مصر تقدموا لخلاصكم ممن تجبَّر بالجرائم فاسقا
خان العهود ممزقا أوراقها وأحل للحرق السريع وثائقا
ومضى جهولا مانعا ماء لنا قد بث فينا مكره المتلاصقا
بعموم تخطيط أثيم طالما أبدى سقاما مستطيرا خارقا
وانضم للخصم الخبيث عدونا أعطاهمُ نبع المياه طوابقا
سدا كبيرا لامتلاك نصيبنا جهرا قد ارتكبوا هناك بوائقا
والشعب ينظر للرئيس مُسائلا ماذا ستفعل ؟! هل ستنهض طافقا ؟!
بالنيل تحمي ماءه بمساره وتحاسب اللص الخطير السارقا ؟!
إني لأشعر باكتئاب نفوسنا وأرى الجميع بملهيات غارقا !
وأرى الفظاظة قد توالت .. مصرنا تحيا افتتانا جاهليا ساحقا
هُنَّا وصرنا بالمعارك بيننا بالبغض تصلينا العناء الحارقا
والنيل بالدمع الغزير معاتبا يشكو بأحزان الشجون طوارقا
دبت دبيبا في جوانح نيلنا يلقى من الخصم العنيد صواعقا
كذبوا علينا بالغرور سفاهة حتى لقينا بالبلاء الحائقا
جدب وإقتار وسلب حقوقنا والكل يبسط للفتون نمارقا
ونرى بجهر في حماهم مرتعا خصبا لديهم بالمكائد باسقا
يجري إلينا بالشدائد صائحا وغدا نكيرا للمزارع زاهقا
يا ويح أعداء شداد جَمَّعوا لخراب مصر مغاربا ومشارقا
وتوحدوا لعدائها ولطمسها والشعب ودع للوئام توافقا
والكون ينظر موقفا ذا قوة منا يكون للاتحاد مُوافقا
حتى نواجه خصمنا من رامنا عمدا بإيذاءِ الإساءة شارقا
والنيل نيل السابحات بودقها ِتهمي تعمر بالدروب مَرَافقا
نادى علينا أن أفيقوا واستووا صفا متينا للإباء مُرافقا
يا أيها الملاح قاربك اختفى بالقاع يهوي بالمواجع صافقا
يا أيها الفلاح حقلك يشتكي جدبا سيصبح للزراعة ماحقا
يا أيها المشتاق للغرس انتهى عصر يضم مراتعا وحدائقا !
في سد أثيوبيا الخراب لمصرنا خرقوا بتلك المنشئات مواثقا
إني لأسطر ما بقلبي موجعا أرنو إليهم باحتداد حانقا
فمياه مصر بنيلها حق لها كانت ولازالت نطاقا فارقا
لا تعبثوا بالماء سال تجاهنا للحَبِّ من فضل المهيمن فالقا
أين الرئاسة والرئيس بمصرنا ؟! هيا نحقق بالشموخ بوارقا
تُصلي العدو مع المخازي حتفه وتأدب الخصم الشقي الدائقا
إن الليوث إذا استراحت واجهت مكر الثعالب تستبيح شقائقا
وتظن فيها بالغباء ظنونها حتى تسود جوارحا وخوافقا ! | |
|