لماذا يضحكُ الأطفالُ؟
......................................
لا شيء أجملُ من هواكَ فهل عشقتَ لكى تراهُ كما أرى
فالحسنُ فى وجهِ الزهورِ عرفتُهُ لكنى أبداً لا أراهُ الأنضرَا
والعطرُ منكَ ومالبستُ عباءتى إلا لأنكَ قد غَرَسْتَهَا أزهُرَا
فأنا الذى أخشاكَ منذُ صبابتى وأنا الذى أدعوكَ ألا تظهرَا
فالقلبُ فى المحرابِ أسمعُ صوتَهُ يدعو عليكَ ليبتليكَ فتَعْذُرَا
والعينُ تخشى غفوةَ منذ ابْتَلَى قلبُ المُتَيَّمِ بالغرامِ لِتَنْظُرَا
والدمعُ ينبعُ من صخورِ وسادَتِى حتى رأيتُ البيتَ يجرى أَنْهُرَا
والناسُ تلعنُ والغريقُ يشُدُّنِى حتى حملتَهُ للعراءِ فأبصرَا
وأنا الذى فى اليَمِّ أرجو حَتْفَهُ لو كانَ قلبى أو أحبَّ لََغَيرَا
لو كان منى ما عصانىَّ إنَّهُ قلبُ التى زادتْ علىَّ تَحَجْرَا
قلبُ التى طلبَتْ مهوراً مالها فى الكونِ أصلٌ أو تُبَاعُ وتُشترى
فسألتُ عنترَ حين مَرَّ بعشقِهِ من أجلِ خلٍّ لو ينادى المنذرَا
وابنُ الملوحِ لو أرادَ وهبتُهُ ستينَ عاماً لو أحبَّ ليُشْعِرَا
جيشُ المحبِّ وإنْ فى صفَّهِ قيصرٌ يكفيها منهُ أن يراها لِتُأْسِرَا
إنَّ المليكةَ حينَ يخرجُ جيشُهَا لا شىء يبقى خلفَ جيشِهَا أخضرَا
فالبحرُ يهدأُ إنْ تَجَلَّى حُسْنُهَا والملحُ فيه قد تحولَ سكرَا
وأنا ابنُ عَمِّكِ وابنُ عَمِّكِ يختشى قد جَفَّ حَلْقُهُمن نداكِ فكبرَا
والفظُّ يرأفُ إنْ رآنىَّ قد بكى زَهِدَ الذى قد صار منهُ وأنكرَا
أضحتْ قصائدُ حبِّكُمْ من صدقِهَا باتتْ حديثَ العشقِ فوق المُشْتِرِى
والبدرُ يخرجُ طولَ شهرِهِ كاملاً ملأ السماءَ بنورِ وجهِكِ للورى
والشمسُ تشرقُ بالليالى وعشقُنَا قد أجبرَ الشمسَ النزولَ على الثرى
لا تحرمى الأطفالَ قطعةَ سكرٍ فالطفلُ يضحكُ حين يأكلُ سكرَا
فَلْتَطْلُبِيْهِمْ قبلَ نومكِ مرةً ثم انثرى فوقَ السريرِ حلاوةً ومِكَسَّرََا
ولتنظرى الأطفالَ وقتَ منامِهِمْ هم يعرجونَ ويدخلونَ الكوثرَا
هم يلعبونَ اللصَ يسرقُ بيضةً والديكُ يهتفُ كى ينادوا العسكرَا
يتقاذفونَ التوتَ ينزلُ فوقَهم وكأنَّ توتَ الحقلِ أضحى ممطرَا
لا يشربُ الأطفالُ كوبَ حَلِيْبِهِمْ إذ يعشقونَ التوتَ عشقاً فى القرى
فالتوتُ يجعلُ ثغرَهُمْ ولسانَهمْ من فرطِ أكلهِ إنْ تَبَسَّمُوا أحمرَا
فلْتَسْمَعِيْهِمْ إنْ تناودا بينهم الكلُّ يحسبُ نفسَهُ منفرطِ أكلِهِ أكبرَا
فلتسألِيْهِمْ حين يُفتحُ رمشُهُمْ كيف الذى فى الخلدِ يصبحُ قيصرَا
كيف الجمال بنومِهِمْ تَرَفٌ لهم أما أنا فالعينُ خُلِقَتْ بالغرامِ لتسهرَا
.................................
بقلم / ابراهيم العدل