6ـ شهر المحرم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل : أي الصيام أفضل بعد رمضان ؟ قال : "شهر الله الذي تدعونه المحرم" (6).
7ـ الأيام البيض من كل شهر ، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر.
8ـ يوم الإثنين ويوم الخميس
9ـ صيام يوم وإفطار يوم ؛ لأنه أحب الصيام إلى الله وهو صوم داود.
ثانيا الصدقة : ـ
إن التشريع الإسلامي قد كفل عيش فقراء المجتمع وضمن حقوقهم بفريضة الزكاة التي عدها حقا واجبا في أموال الأغنياء ، حفاظا على كرامة مستحقي الزكاة وصونا لشعورهم .
فإذا ما تم ذلك ، فإن افتراض وجود الفقير المعدم في المجتمع الإسلامي يعد ضربا من المستحيل ، وأندر من الكبريت الأحمر ، إلا أن تقلبات الدهر لا تفتأ أن تفقر الغني ، وتذل العزيز لحكم إلهية ، فما كان من الإسلام إلا أن زرع في قلوب أهله الرحمة والحنان ، وحثهم على التصدق ، وحبب إليهم السخاء بالأموال التي ليست ـ في الحقيقة ـ لأصحابها المتصرفين فيها ، بل هي تحت الملكية العامة الملكية الربانية ، قال تعالى مخاطبا الأغنياء والقادرين على الإنفاق : { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } [ الحديد :7] ، { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} [النور: 33].
آداب التصدق : ـ
على المتصدق أن يتحلى بهذه الخصال ، ويراعي هذه الآداب ليتقبل الله صدقته :
أ ـ عليه أن يتحرى المال الحلال ؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا.
ب ـ وليحرص على كتمانها ؛ لأن الرياء مبطل للأعمال .
ج ـ ومن تمام الصدقة إعطاؤها لمستحقيها من الفقراء والمعوزين .
فعالية الصدقة وأثرها :ـ
يعود فضل الصدقة وأثرها على المجتمع الإسلامي بادئ ذي بدء ككل من وجوه ، أذكر منها :
1ـ تحقق الكفالة الاجتماعية بأبهى صورها في المجتمع الإسلامي بفضل إعانة الأغنياء للفقراء ، والقضاء المبرم على ظواهر البؤس والجوع ، وليس هذا من قبيل الأحلام والخيال ، بل مما تمليه حقائق تاريخية إبان عهود الإسلام الزاهرة.
2ـ تفتيت الأموال ومحاربة تكديسها وتجميدها .
أما ما يعود على الشخص نفسه من آثار الصدقة ، فكثير منها :
1ـ الصدقة تمحو السيئة ؛ لأنها من ضرب الحسنات ، قال تعالى : { إن الحسنات يذهبن السيئات } [ هود :114] ، وقال أيضا : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم } [البقرة : 271]
2ـ ومن ثم فهي تطفئ غضب الرب .
3ـ كما تدفع ميتة السوء . عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن صدقة السر لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء " (7) . وروى عن على بن الحسين ـ رضى الله عنهما ـ أنه كان يحمل الخبز على ظهره بالليل يتتبع به المساكين في ظلمة الليل ويقول : إن الصدقة في ظلام الليل تطفئ غضب الرب ـ عز وجل.
ثالثا : قيام الليل : ـ
لقد ورد أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل " .
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قد بين أفضل أوقات التهجد بالليل وهو جوف الليل ؛ فعن أبي سليم قال : قلت لأبي ذر : أي قيام الليل أفضل ؟ قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : "جوف الليل الغابر أو نصف الليل ، وقليل فاعله " (
.
وخرج ابن أبي الدنيا ما لفظه : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أي الصلاة أفضل ؟ قال : "جوف الليل الأوسط " ، قال : أي الدعاء أسمع ؟ قال : " دبر المكتوبات" .
وقد قيل : إن جوف الليل إذا أطلق ، فالمراد به وسطه ، وإن قيل : جوف الليل الآخر ، فالمراد به : وسط النصف الثاني ، وهو السدس الخامس من أسداس الليل .
الاجتماعية : ـ
1ـ القول الحسن والكلمة الطيبة هما سداد العلاقات الاجتماعية وضمان سيرها والمحافظة عليها ، والإسلام دأب في تشريعاته على إنماء تلك اللحمة التي تربط أفراد المجتمع ، وحرم كل ما يهدم تلك العلاقات ويفصم تلك العرى من قول للزور ، وقذف ، وكذب ، وغيبة ، ونميمة ، الحديث : ثم قال : "ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ " قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : "كف عليك هذا".
2ـ إن المؤمن في مجتمعه عضو فعال لا يعتريه الهمود والجمود ، وإيجابي لا تساوره السلبية إلا في بعض فترات الضعف البشري إلا أنه يسعى إلى تدارك الخطأ ، ويعمل على محو الخطيئة ، وتكفير الذنب وفقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " . . والصدقة تطفئ الخطيئة " .
فتكفير الذنب ليس مع الله فحسب ، بل هو مع المخلوقين أوكد ؛ لأن حلم الخالق وصفحه أقرب.
والإسلام في تشريعه للكفارات المتعددة يغرس في المؤمنين خلق تدارك الزلل ومحاسبة النفس ، كما يضمن بتلك الكفارات أمن الفقراء الغذائي.