ألقت بجسدها النحيل المتعب فوق فراش رث ...و راحت تحدق في سقف.. قد زينته العنكبوت بعقودها اللؤلئية ..بعد أن
استولت على كل ركن فالغرفة ..و ماذا ستجد فيها ..غير جدران متشققة باردة..و بعض أثاث قديم ..منثور هنا و
هناك..تفوح منه رائحة العفن ..يجب أن تفرح ..فوجود العنكبوت آنسها في وحدتها القاتلة..حركت رأسها المثقلة بالهموم
يمنة و يسارا ...لكن هيهات أن يزورها النوم ..كي تنسى و تستريح ..لقد جافاها منذ بضعة أيام ..رغم كل محاولاتها
رجائها...طال صبرها عليه و بدأ ينفذ ..مثلما طال على قسوة الزمن ..و ظلم الأيام لها ...زفرت بشدة ..فاندفع من جوفها
لهيب حارق ..يذيب جبلا من جليد ..تأوهت ..ثم رفعت يداها متضرعة : ..يا ألاه..يا رب الكون الفسيح ..أما آن لي أن
أستريح ..ارحمني برحمتك الواسعة ..و خذني إلى جوارك ..فأنا لهذه الدنيا بائعة ...