مصباح الشعراء
مرحبا بكم فى واحة الأبداع

منتدى مصباح الشعراء

ديوان من لا ديوان له

مصباح الشعراء
مرحبا بكم فى واحة الأبداع

منتدى مصباح الشعراء

ديوان من لا ديوان له

مصباح الشعراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
نعم للشريعة ونعم للدستور ونعم للأرادة الشعبية والعزة والكرامة والحرية منتدى مصباح الشعراء يحيي صمود رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور/ محمد مرسى
المواضيع الأخيرة
» بطمن روحى ان انا عايش
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالثلاثاء يونيو 28, 2016 11:39 pm من طرف الشاعر عبد الناصر رجب

» حنان كفايه احلم
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالسبت نوفمبر 14, 2015 8:54 pm من طرف الشاعر عبد الناصر رجب

» ومضة روح
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالأحد مايو 11, 2014 10:54 pm من طرف مديحة رشدى

» ومضة روح
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالإثنين مايو 05, 2014 11:14 pm من طرف مديحة رشدى

»  الإحتفال بعودة طابا فى الغردقة لجمعية الشعراء والمفكرين بالأسكندرية
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالإثنين أبريل 07, 2014 12:24 am من طرف مديحة رشدى

» ميحكمشي ؟؟؟ / محمود جمعة
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالأحد ديسمبر 15, 2013 12:50 am من طرف ماهر حامد

» سيد الحلم الجميل / شعر - مديحة رشدى
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالأربعاء ديسمبر 11, 2013 10:22 pm من طرف مديحة رشدى

» سيدُ الحُلمِِ الجميل
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالسبت نوفمبر 30, 2013 9:40 pm من طرف مديحة رشدى

»  سهام الحُب
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 10:19 pm من طرف عبدالعزيز المنسوب

المواضيع الأكثر نشاطاً
الأدباتـى ( لـلـتـواصـــل )
زديني هماً زيديني ( للتواصل )
سَـــلـَّـم عـَـلـَـىْ
نتائج الدورى المصرى 2011-2012
استوديو البطولات الافريقية 2011
لعبة ... حرف ومقطوعه .. الدخول للشعرا الجامدين اللي هيقدروا ع اللعبه
على رأى المثل
مساجلة الفارس بنزل ف الميدان يلا ح أبدء انا و الكل يشارك
مزاجك ايه النهارده
عــــــــــــــفــــــــــريت الــــــــمـــــــــصـــــــــــباح (حلقة 2 )
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه

اذهب الى الأسفل 
+2
حنان نجار
محمد اسامة لطفى
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد اسامة لطفى
من أصحاب المنتدي




عدد المساهمات : 907
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 10:53 am

د. يوسف القرضاوي

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[1]
هذا دلالةٌ على أنَّ هذا الإنسان الذي خلقه الله بيديه،
ونَفَخ فيه من رُوحه، وأسجد له ملائكته، وكرَّمه أفضل تكريم، وخلقه في
أحسن تقويم، هذا الإنسان حياته قائمةٌ على الابتلاء، نحن ذكرنا أنَّ هذا
الإنسان مخلوق، خلقه ربٌّ خالق عظيم، وليس كما يدَّعي المدَّعون، أنه
أنشأته الطبيعة، أو مُصادفات عمياء، أو غير ذلك، لا، هو مخلوق خلقاّ
مستقلاًّ، يعني لم يتطوَّر عن مخلوق غيره، كما قالوا: إنَّه تَطَوَّرَ من
كذا إلى كذا، إلى قرد، إلى إنسان. لا، هو مخلوق: {إنِّي جَاعِلٌ فِي
الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ
مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:28] فهو مخلوقٌ قَصْدًا واستقلالاً.

وهو أيضًا مخلوق على أساس الابتلاء: {إِنَّا خَلَقْنَا
الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} [الإنسان:2]، ومن
ابتلاء الله للإنسان: ابتلاؤه بالشيطان، بهذا العدوِّ الداهية الماكر
المتربِّص للإنسان، لا يغفُل عنه أبدا، هذا الشيطان إبليس، حينما أخرجه
الله من السموات، أو أخرجه من الجنَّة، أو أخرجه من مستقرِّ رحمته، وخاطبه
بقوله: {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ
اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}، لعنه الله، ولعنه الناس، لا يوجد أحد
يُلْعن كما يُلْعن إبليس، فعليه لعنة الله إلى يوم الدين، هنا قال
إبليس: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ}.

{قَالَ رَبِّ} إبليس يعترف بربوبيَّة الله عزَّ وجلَّ،
ويعترف بأنَّ الله خالقه: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ
طِينٍ} [الأعراف:12، ص:76]، فهو معترفٌ بأنَّ الله هو خالقه، وخالق آدم،
وخالق الكون، وأنه ربُّه، لذلك يقول: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}.

الباء في قوله تعالى: {بِمَا أَغْوَيْتَنِي} للقسم أو السببيَّة:
(الباء) هنا في {بِمَا أَغْوَيْتَنِي}، هل هي للقسم؟
يعنى: بحقِّ ما أغويتني. كما قال في سورة ص: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ
لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص:82]، هل الباء للقسم؟ أي: أقسم بإغوائك
إيَّاي لأُزَيِّنَنَ لهم في الأرض. أو الباء للسببيَّة؟ أي: بسبب ما
أغْويتني.

الباء تأتي في اللغة العربية للسبب: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ
مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}
[المائدة:13]، فبسبب نقضهم. وهنا احتمالان قائمان، البعض يقول: إنَّ
الفعل لا يجوز الإقسام به، إلا إذا جاء بالصفة. مثل {فَبِعِزَّتِكَ}، وهي
صفةٌ من صفات الله، إنما بإغواء الله! ولذلك قالوا: لا، الباء للسببيَّة.
أي بسبب ما أغويتني: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}،
ولأغوينَّهم أجمعين، والضمير لذريَّة آدم، كما قال: {لَأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:]، وكما قال أيضًا في سورة
الأعراف: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ
الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف:16]، سأقف على الصِّراط المستقيم، حتى لا يسلك
هذا الصِّراط أحد.

إبليس قاطع طريق:
فإبليس قاطع طريق، كما وصفة الله سبحانه: {قَالَ فَبِمَا
أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ
لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ
أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ
شَاكِرِينَ} [الأعراف:17]، من كلِّ جهة سأقطع عليهم السبيل، {مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ} يشكِّكهم في الآخرة، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ{ سأرغِّبهم فى
الدنيا. {وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}، من قبل الحسنات
والسيِّئات. وقيل: لم يذكر جهة فوق؛ لأنها جهة الرحمة المُنزَّلة من الله،
ولا جهة تحت، التي هي السجود لله، كما جاء في الحديث: "أقرب ما يكون
العبد من ربه وهو ساجد"[2]. ولكنه قال هنا: سأفعل كلَّ ما أستطيع من
كلِّ جهة. فهو يبذل جهده، ويكيد كيده للإنسانيَّة، حتى يُضلَّهم عن سبيل
الله.

سُئل الإمام الحسن البصري: قيل له: هل ينام الشيطان؟ قال:
لو نام لاسترحنا[3]. ولكنه لا ينام، لا يستريح، يعمل ليل نهار، وصيف
شتاء، وفي كلِّ وقت، مُخلصٌ لمهمَّته إزاء الإنسان، وإضلال الإنسان.

التزيين والإغواء:
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ
فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}، هذا عمل الشيطان، عمله
مع الإنسان: التَّزيين والإغواء.

يُزِّين للإنسان السُّوء، ويُجمِّله له، ويُحبِّبه فيه
حتى يراه حَسَنًا: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ
حَسَنًا} [فاطر:8].

يُزيِّن له القبائح والمعاصي والشّرك، حتى الكفر والنفاق
والرياء، كلُّ المعاصي، معاصي الجوارح ومعاصي القلوب، يُزيِّنها لهم
الشيطان، ويُحبِّبها إليهم، ويُحسِّنها لهم.

وبعض الناس – للأسف - يَغُرُّهم تزيين الشيطان:
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ
السَّبِيلِ} [النمل:24]، وهم أهل سبأ الذين كانوا يعبدون الشمس، كما قال
الهدهد: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ
اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ
السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل:24].

الشيطان يُزيِّن الأعمال تزيينًا، يزِّين الدنيا:
{زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ
الَّذِينَ آَمَنُوا} [البقرة:212].

يُزيِّن الباطل ويُبرزه في صُورة الحق، يزيِّن الشيطان
الحضارة الحديثة، يُزَيِّن المنكر حتى يصبح معروفًا، ويُزيِّن المعصية حتى
يُغْري الناس بها، ولا يشبعوا منها أبدًا، لأنَّ المعاصي كلَّما ازددتَ
منها شربًا ازددتَ لها عطشا، فهذا من عمل الشيطان، من تزيين الشيطان،
زَيَّن لهم الشيطان أعمالهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد اسامة لطفى
من أصحاب المنتدي




عدد المساهمات : 907
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 10:55 am

الفرق بين الإغواء والإضلال:


فالشيطان يُزيِّن للبشر في الأرض، ويُغْويهم كما قال:
{لَأُغْوِيَّنهم}، بعض المفسِّرين يقول: أغويهم أي: أُضِلُّهم. ولكن في
الحقيقة القرآن يقول: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:2]، إذن
الضلال شيءٌ، والإغواء شيء، فالضلال يتعلَّق بفساد الفكر والاعتقاد،
والإغواء يتعلَّق بفساد العمل والسلوك، ولذلك الضلال يقابله الهدى، والغي
أو الغَواية يقابلها الرُّشد: {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}
[البقرة:256]، فالغيُّ أن يفسدَ خُلق الإنسان، أن يَسُوء خلقه، فكأنَّ
التزيين يتعلَّق بالجانب الفكري، زَيَّن للناس أفكار السُّوء، ومفاهيم
السُّوء، وبدع السُّوء، ونظريات السوء. فهؤلاء الناس الذين يُزيِّنون
الباطل لغيرهم، فيُسمَّون الماركسيين، أو العلمانيين - مثلاً - باسم فئة
النُّخَب المثقفة، أو صَفْوة المجتمع، هؤلاء من الذي صنع لهم ذلك، وزيَّن
لهم هذه الأفكار، فحسبوا الباطل حقًا؟ فهذا التزيين يتعلَّق فى الغالب
بالجانب الفكري، والإغواء يتعلَّق بالجانب العملي، فأفسد عليهم أفكارهم،
وأفسدَ عليهم أعمالَهم، هذا هو عمل الشيطان: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[4].



انظر إلى طموح الشيطان وعُلوِّ همَّته في التَّزيين
والإغواء، لم يقل: أُضل مليونا ولا مليونين ولا ثلاثة ملايين ولا عشرة
ملايين. بل قال: {لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}. يشتغل مع البشر جميعًا،
أبيضهم وأسودهم، عربهم وعجمهم، شرقيِّهم وغربيِّهم، كبارهم وصغارهم،
رجالهم ونسائهم، أغنيائهم وفقرائهم، حكَّامهم ومحكوميهم، {لَأُزَيِّنَنَّ
لَهُمْ فِي الْأَرْضِ}، حتى كلمة في الأرض، يعنى كلَّ الأرض، في الأرض
كلِّها، {ولَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}. {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ}



المُسْتَثْنَون من تزيين الشيطان وإغوائه:


يقول الإمام الرازي[5]:
إن إبليس لم يرضَ أن يكون كاذبا، فيدَّعى أنه يضلُّ الناس جميعا، فاستثنى
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، فإبليس نفسه لم يُرِد أن
يكون كذَّابا، قال: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
ولَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ}. وفي قراءة من القراءات السبعة: {إِلَّا عِبَادَكَ
مِنْهُمُ الْمُخْلِصِينَ}[6]،
الذين أخلصوا دينهم لله، أو الذين أخلصهم الله لدينه وهداهُم واصْطفاهم،
فهؤلاء لا أستطيع أن أغويهم. كلتا القراءتين لهما معناهما، وبينهما تكامل
فكري.



أثر الإخلاص في العمل:


المخلِصين الذين وُصفوا بالإخلاص، والإخلاص تصفية العمل
من كلِّ شائبة، فلا يكون العمل إلا ابتغاء رضوان الله عزَّ وجلَّ، لم
يعمل العمل لأيِّ غرضٍّ من الأغراض، كأن يُرضي الناس، بل يعمل العمل لا
ليراه الناس ولا ليحمدوه، ولا للشُّهرة ولا للمال ولا للجاه ولا للمنصب،
لا تدخل الدنيا بكلِّ أعراضها، بكلِّ زخارفها، بكلِّ ما يحرص الناس عليه
فيها، لا يدخل شيء من هذا في نيَّته حينما عمل، وهذا هو الإخلاص.



{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، الإخلاص -
كما قال الجنيد - سرٌّ من الأسرار، لا يطَّلع عليه مَلَك فيكتبه، ولا
شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله[7].



الإخلاص سرٌّ بين العبد وبين ربِّه، حتى قال بعض السلف: طُوبى لمَن صحَّت له خُطوة لا يريد بها إلا وَجْه الله عزَّ وجلَّ[8].


وكلٌّ منا يسأل نفسه: هل أنا أُريد وَجْهَ الله؟ لا
بدَّ أن نُفَتِّش فى أنفسنا، ونقول: هذا العمل لوجه الله، أم فيه شوائب من
شوائب الدنيا؟ هكذا يجب على الإنسان أن يرصد نفسه، ماذا في نفسه من
الرغبة الحقيقية في رضا الله، والرغبات الأخرى التي تدخل عليه، وكثيرٌ من
الناس لا يراقب نفسه وأعماله، ويظنُّ أنها لله، وهي ليست لله سبحانه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد اسامة لطفى
من أصحاب المنتدي




عدد المساهمات : 907
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 10:56 am

إخلاص الدين لله عزَّ وجلَّ:


{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، حينما قال
الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ
النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا
وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ
أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:145- 146]، أخلصوا دينهم لله، فالإخلاص أن
تُخلص دينك لله، أو يُخْلِصَك الله لدينه: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ}، أو {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلِصِينَ}.



{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ
مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}



الطريق الموصل إلى الله:


هذا ما قاله إبليس، فبماذا ردَّ الله تعالى عليه؟ {هَذَا[9]
صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}، هذا طريقٌ واضح، قال: {عَلَيَّ} بمعنى
إليَّ، أي: إلى طريق مستقيم مُسدد لا خَلَل فيه ولا إخْلال، هذا الإخلاص،
إخلاصُ الدين لله من العبد، أو إخلاص اللهِ العبدَ لدينه، هذا هو الطريق
المستقيم الموصِّل إلى الله عزَّ وجلَّ، فليس هناك طريق موصِّل إلى الله
أعظم من الإخلاص لله تبارك وتعالى.



سُنَّة الله في حفظ عباده المُخْلْصين من الشيطان:


وهناك رأيٌ آخر في معنى الآية: {هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ
مُسْتَقِيمٌ}، هذا طريقُ متَّبع عندي، سُنَّة من سُنني، من هذه السنن: إني
لا أُمَكِّن الشيطان من عبادي المُخْلِصين المُخْلَصين.



{هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}، أي: هو الصِّراط
المستقيم: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ
اتَّبَعَكَ}، أطاعك وانقاد لك، {مِنَ الْغَاوِينَ}.



هناك قرآءة قرأ بها بعض السَّلف، ومنهم يعقوب، وهو من القُرَّاء العشرة أنَّه قرأ: {هَذَا صِرَاطٌ عَلِيٌّ[10]
مُسْتَقِيمٌ}، لأنَّ الصِّراط رفيعٌ، أي: رفيع المنزلة، ومستقيم لا عِوَجَ
فيه ولا أَمْتًا، هذا صراطٌ علِيٌ مستقيم. المهم هذا الصَّراط، وهذه
السنة، أو هذه الطريقة: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}.



المراد بالاستثناء في قوله سبحانه: {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ}


هل {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ} استثناء متَّصل؟ أم استثناء منقطع؟


البعض يقول: إنه استثناء منقطع. إنَّ عبادي ليس لك
عليهم سلطان قط، ليس لك سلطان على أحدٍ من عبادي، إلا من اتبَّعك من
الغاوين، أنت ليس لك سلطان عليهم، إنَّما تُوسوس لهم، فيتَّبعك بعض الناس،
إنما ليس لك قدرة عليهم، كما سبق أن ذكرنا فى تفسير سورة إبراهيم: حينما
ذكرنا قول الشيطان يوم القيامة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ
الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ
فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ
دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم:22]، ليس للشيطان سُلطان
يؤثِّر به على العباد، لأنَّ الذي اتَّبع إبليس، اتَّبعه باختياره، ولم
يقهره إبليس على شيء، دَعَاه ووسوس له ورغَّبه فى السيئات، وَثَبَطه عن
الحسنات فاستجاب له، فهم الذين اتَّبعوك، هؤلاء الغاوون هم الذين
اتَّبعوك، وأنت ليس لك عليهم سلطان، هذا إذا قلنا: إنَّ الاستثناء منقطع.






قُدرة الشيطان على إغْواء بني آدم:


الإغواء أي: القدرة على إغوائهم، وإبعادهم عن صراط
الحقِّ والهدى، وإبعادهم عن صراط الحقِّ والهدى، ولعلَّ هذا معنى يُؤيِّده
قول الله تعالى في سورة النحل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ
سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ
بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل98-100]، فله سُلطانٌ إذن على مَنْ يتولَّونه:
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، اللهُ سبحانه وتعالى قال:
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ
مِنَ الْغَاوِينَ}، فعبادُ الله، أو المُخْلِصون، ليس للشيطان عليهم
سبيلٌ، كاد لهم، ولكنهم نَجَوا من كَيْده بذكر الله عزَّ وجلَّ، بالاستعاذة
بالله من شرِّ الشيطان وهمزه ونفخه: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ
هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}
[المؤمنون:97، 98]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ *
إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي
يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
[الناس:1-6]..



آخر سورة في القرآن سورة الناس، كلُّها قائمهٌ على
الاستعاذة من هذا الوسواس الخنَّاس. خنَّاس أي: يخنس ويختفي ويهرب. إذا
ذُكر اللهُ عزَّ وجلَّ خَنَس الشيطان، ولذلك هو يستحوذ على الناس بأنْ
ينسيهم ذكرَ الله: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ
ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ
الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة:19]، إنما حزب الرحمن حزب
الله: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22]، هؤلاء لا يقدر عليهم الشيطان.



قال النَّبيُّ عليه الصلاة والسلام: "ما منكم من أحدٍ إلا وقد وُكِّل به قرينُه من الجنّ".


قالوا: وإيَّاك، يا رسولَ الله؟


قال: "وإيَّاي، إلا أنَّ الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير"[11]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد اسامة لطفى
من أصحاب المنتدي




عدد المساهمات : 907
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 10:57 am

لم يخلق الله تعالى مخلوقًا شرًّا محضًا:


وربنا
لم يخلق مخلوقًا شرًّا محضًا يستحيل أن يخلق الله شرًّا محضًا، الشرُّ
المحض ليس من صُنع الله عزَّ وجلَّ، الأصل كما قال الله تعالى: {بِيَدِكَ
الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:26]، وكما قال
النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الخير كلُّه في يديك، والشرُّ ليس إليك";[12]



سبب إيقاع إبليس لآدم وذريته في الزلل:


هنا
سؤال قد يُقال؟ إذا كان الشيطان ليس له سلطانٌ على عباد الله المُخْلِصين
كيف أزلَّ آدم وزوجه؟ {فأزلَّهما الشَّيطان}، أزلَّهما حتى أكلا من
الشجرة، حتى حدث ما حدث..



وكيف
أزلَّ الصحابة في غزوة أحد؟ قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا
مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ
الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران:155].



وحتى
الأنبياء، سيدنا موسى لما وَكَز الرجل فقضى عليه: {قَالَ هَذَا مِنْ
عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} [القصص:15]، وقد
كان وقع هذا قبل البعثة؟



نقول:
إنَّ الشيطان، ليس له سلطانٌ على المُخْلِصين، أي: ليس له سلطان على
قلوبهم، إذا استولى على قلوبهم يصرِّفها كيف يشاء، أو ليس له سلطان بحيث
يوقعهم فى ذنب لا يُرجى العفو منه، لا يستطيع أن يوقعهم في الشرك والعياذ
بالله، أو شيء من هذا، إنما الوقوع فى بعض الذنوب التي تُمحى بالتوبة
وبالاستغفار هذا قد يقع من المخلصين.



سيدنا
موسى قال: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ
مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ
لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ
عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 15- 17].



وسيدنا آدم: {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه:122-121].


وسيدنا
نوح قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ
لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ
الْخَاسِرِينَ} [هود:47].



وسيدنا يونس قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87].


فالإنسان
يمكن أن يغلب الشيطان بالتوبة، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد
وغيره، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "إنَّ إبليس قال لربِّه عزَّ وجلَّ: وعزَّتك وجَلالك لا
أبرح أُغْوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم. فقال له ربُّه عزَّ وجلَّ:
فبعزَّتي وَجَلالي، لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"[13]. أنت تُهلكهم بالذنوب، وهم يهلكونك بالاستغفار، أغفر لهم ما استغفروني.



{وَإِنَّ جَهَنَّمَ[14]


موعد الغاوين في جهنم:


هؤلاء الغاوون الذين اتَّبعوا غَواية الشيطان، وتزيين
الشيطان، وساروا في رَكْب الشيطان مصيرُهم إلى جهنَّم، كما قال عزَّ
وجلَّ: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ
أَجْمَعِينَ} [ص:85]، مصيرُهم إلى جهنَّم، إنَّ جهنَّم لموعدهم، مكان
لقائهم، الموعد هنا وقت التقائهم في جهنمم[15]: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} أي: كلهم مجتمعين لا يتخلَّف منهم أحد.



{لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}


أبواب جهنَّم وأبواب الجنَّة:


جهنَّم لها سبعة أبواب، كلُّ باب له طائفة سوف تدخل منهه[17]،
وأما الجنَّة ففيها ثمانية أبواب، كما جاء في الصحيح: "ما منكم من أحدٍ
يتوضَّأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله،
وأن محمدًا عبد الله ورسوله إلا فُتِحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل مِنْ
أيِّها شاء"[18].



و جاء فى الصحيح: "في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمَّى الريَّان، لا يدخله إلا الصَّائمون"[19]


طبقات جهنم:


وبعضُ السَّلف فسَّر الأبواب بأنها أطباقق[20]، في كلِّ باب، أي: في كلِّ طبقه[21]، فالنار طبقات بعضها فوق بعض متوالية في المراتب[22]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد اسامة لطفى
من أصحاب المنتدي




عدد المساهمات : 907
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 11:00 am

دَرَكات الكفَّار في جهنَّم:


إذن
يوجد درك أسفل، ودرك أعلى، وأدراك متوسطة بين الأسفل والأعلى، وهذا
معقول؛ لأنَّ النَّاس ليسوا سواءً فيها، ففيها الكافر، وفيها الكافر
الظالم من الذين كفروا وظلموا، أو الذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله، كما
قال عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ}
[النحل:88]، هذا فاسد في نفسه وأفسد غيره، الإنسان الظالم الذي ذبح من
البشر ما ذبح، ذبح آلاف من الناس، أو ملايين من الناس، هل هذا الكافر
يتساوى مع الفاسق الذي فسق في نفسه، وشرب الخمر، وارتكب الزنى، وعمل
المعاصي، دفعته شهواته إلى مثل هذا، هل هذا مثل ذاك؟



اختلاف أنواع العذاب في جهنم:


ولذلك
يقول الله تعالى عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا
وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ
أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:46]، فجماعة فرعون في أشدِّ العذاب، وجماعات
أخرى في عذاب شديد.






درجات النَّعيم في الجنَّة:


القرآن
ذكر لنا في سورة الرحمن: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}
[الرحمن:46]، وذكر لنا ما في الجنَّتين من نعيم، ثم قال: {وَمِنْ
دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن:62]، النبيُّ عليه الصلاة والسلام قال:
"فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنّة، وأعلى الجنة، فوقه
عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة";[23].



فالجنَّة تتفاوت في درجاتها، والنَّار تتفاوت في دركاتها.


{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا
نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ * نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد اسامة لطفى
من أصحاب المنتدي




عدد المساهمات : 907
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 11:01 am

-
{بِمَا أَغْوَيْتَنِي} أي: فبسبب ما حكمت عليَّ به من الغَواية.
{لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} أي: لأحسنن لهم متاعاتهم من الحياة
الدنيا تزيينا ينتهي بهم إلى معصيتك ومخالفة أوامرك ونواهيك، حتى
دَرَكة الكفر. {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} أي: ولأقعنَّهم في
العواية، وهي الإمعان في الضلال البعيد عن صراط الحق والهدى. وسيأتي في
تفسير شيخنا شرح دقيق لمعنى التزيين والإغواء، والفرق بين الإغراء
والإضلال.


[2] - رواه مسلم في الصلاة (482)، وأحمد (9461)، وأبو داود في الصلاة (875)، والنسائي في الكبرى في الصلاة (227)، عن أبي هريرة.




[3] - إحياء علوم الدين (3/31).




[4] - أي: كلهم في كل زمان ومكان.




[5] - تفسير الرازي (16/168).




[6]-
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب: (المُخْلِصين) بكسر
اللام، أي: الذين يخلصون لك الإيمان والعمل، فأنت تحميهم من الغواية
بسبب إخلاصهم لك، (المُخْلَصين)، أي: الذين تستخلصهم وتصطفيهم، فتعصمهم
من الغواية. ينظر: معجم القراءات القرآنية (2/254).





[7] - مدارج السالكين (2/92).




[8] - إحياء علوم الدين (4/378).




[9] -
الإشارة بـ (هذا) إلى إغواء الضالين ونجاة المخلصين من إبليس، وأنه لا
يقدر عليهم، أو إلى تقسيم الناس إلى غويٍّ ومُخلص، أو المشار إليه: ما قدره
الله وقضاه لمن خلقهم الله سبحانه لابتلائهم، صراطًا اعتقاديًا وعمليًا
أمرهم أن يسلكوه. ورجح الشيخ حفظه الله تعالى أن الإشارة في قوله
سبحانه: (هذا) إلى الإخلاص: إخلاص الدين لله، وإخلاص الله العبد لدينه.





[10]- بكسر اللام ورفع الياء وتنوينها، من العُلو، أي: رفيع، وقرأ الباقون: (عَلَىَّ مستقيمٌ) بفتح اللام والياء من غير تنوين. ينظر: النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (2/301)، ومعجم القراءات القرآنية (3/254).




[11]- رواه مسلم في صفات المنافقين (2814)، وابن حبان في التاريخ (6417)، والطبراني في الكبير (10/218)، عن عبدالله بن مسعود.




[12] - رواه مسلم في صلاة المسافرين (771)، وأبو داود في الصلاة (760)، والترمذي في الدعوات (3422)، عن علي بن أبي طالب.




[13] -
رواه أحمد (11367)، وقال مخرِّجوه: حسن، والحاكم في التوبة والإنابة
(4/261) وصحح إسناده، ووافقه الذهبي، والطبراني في الأوسط (8788)، وأبو
نعيم في الحلية (8/332)، عن أبي سعيد الخدري.





[14] -
جهنم: اسم علم من أسماء دار العذاب التي أعدها الله لبعذب فيها
الكافرين المجرمين والعصاة يوم الدين. ولفظ (جهنم) ممنوع من الصرف
للعلمية والتأنيث. ويقال للقعر البعيد: (جهنم) ويقال: بئر جهنم أي: بعيد
القعر.





[15]-
الموعد: اسم مكان من مصدر: وَعَدَ، ووزنه: مَفْعِل، فهو موضع تحقق
الوعد بالجزاء. يعني: أن نار جهنم مكان وعد اجتماع المطيعين لابليس وهو
معهم فيها، وفي هذا تحكم بالكافرين، لجعلهم مع جهنم على ميعاد.





[16]
- {لَهَا} أي: لجهنم. {سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ} أي:
من الغاوين. {جُزْءٌ} أي: نصيب {مَقْسُومٌ} أي: مميز عن غيره بما له من
العمل والعقاب.





[17]
- بحسب أنواع الجرائم العظمى التي كان الغاوون قد ارتكبوها في حياتهم
الدنيا، أو لكل باب من أبواب جهنم جزءٌ مقسوم له، وكل جزء منهم يدخل من
الباب المخصَّص له من أبوابها السبعة.





[18] - رواه مسلم في الطهارة (234)، وأبو داود في الطهارة (169)، والنسائي في الطهارة (148)، عن عقبة بن عامر.




[19] - متفق عليه: رواه البخاري (1896)، ومسلم (1152) كلاهما في الصوم، كما رواه أحمد (22818) والترمذي في الصوم (765) عن سهل بن سعد.




[20]- الأطباق: جمع طبق، أي: طبقة.




[21]- ويمكن التوفيق بين القولين: أنَّ الأبواب مداخل إلى جهنَّم، وكلٌّ من مطيعي إبليس يدخل من باب بحسب عمله، وهو يوصله إلى الدرك المناسب له. ينظر: تفسير ابن كثير (2/532).




[22]- وهو قول كثير من المفسِّرين، جعلوها سبع طبقات متوالية، هي جهنَّم فلظى فالحُطَمة فالسعير فسَقَر فالجحيم فالهاوية. وجهنم إحدى هذه الطبقات وأولاها، ولكلِّ فئةٍ من مطيعي إبليس طبقة.




[23] - رواه البخاري في الجهاد والسير (2790)، وابن حبان في السير (4611)، والبيهقي في السير (18275)، عن أبي هريرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنان نجار
مشرف

مشرف



عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 07/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالأحد أكتوبر 02, 2011 5:21 pm

جزاك الله خير وبارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك وفقك الله
اخي محمد اسامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعد الشرقاوى
من أصحاب المنتدي

سعد الشرقاوى


عدد المساهمات : 333
تاريخ التسجيل : 08/05/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالإثنين نوفمبر 14, 2011 11:49 pm

بحثا رائعا

اخىالاستاذ محمد اسامه

اكرمكم الله

وجزاكم كل خير

تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عزة الزرقاني
من أصحاب المنتدي

عزة الزرقاني


عدد المساهمات : 816
تاريخ التسجيل : 22/06/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالثلاثاء نوفمبر 15, 2011 6:11 pm



جعله الله فى ميزان حسناتك

وجزاك الله خير عنا

الراقى الاستاذ محمد اسامه لطفى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليلى سعيد عبد العال




عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 29/12/2011
العمر : 41

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالإثنين يناير 02, 2012 11:10 am

الاستاذة / محمد أسامه لطفي جزاكِ الله خيراً ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد البسيوني
المدير العام

المدير العام
محمد البسيوني


عدد المساهمات : 1501
تاريخ التسجيل : 18/07/2011

ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه    ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه  Emptyالسبت يناير 07, 2012 6:00 pm

]size=24]

أستاذنا الفاضل محمد بك أسامه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سعدت بقراءة هذا البحث القيم ، فتح الله عليك ، وشرح صدرك

وزادك علما ، ونفع الناس به .

تقبل تحياتى واحترامى .
[/color]



ملحوظه ..


يثبت بواسطتى لروعة المعانى وتقديرا للموضوع ولمجهود أستاذنا
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ابتلاء الإنسان بتزيين الشيطان وإغوائه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مصباح الشعراء :: الدين الأسلامى :: قسم القرآن وعلومه-
انتقل الى: