صافحتني بعد طول غياب وسنين انتظار وليالي افترقنا فيها..لم تكن بنفس البريق عيناها حين صافحتني الآن....
-امتطت معي مهرة الوقت..وجذبنا الأيام الفائتة وابتسمت..سألت عنى
فلم أرد..لأنها كانت تعلم الجواب.وسألت عنها..فقالت(كما تركتني..انتظر
الفارس أن يعود محملا.بالحنين...والأحلام الخضراء..والطفل الذي يحبو
بداخلنا..)كنت أود أن تستمر في حديثها..
أن تتابع نسج الأحرف..وتغنى بصوتها الرخيم..وتداوى جرح العمر الذي تركته في نفسي...
عادت لتسأل-- وحلمك...
ابتسمت أنا..أعطيتها عيني..لتقرأ فيهما حكاية خلت..لم تدر عنها شيئا
كانت قد اختفت في جوف نظرة يائسة حملتها سنوات مضيت فيها وحدي
ابحث..إلى أن انكسر بداخلي الفارس..وهوت أحلامه تحت سنابك الخيل..
واختلطت بتراب اليأس..لتغرب الشمس أمام ناظريه ويعود من جديد..شيخا
هرما..شابت أحلامه الخضراء...ومات الطفل بداخله..وما عاد يحلم بالرجوع
قرأت هي كل ذلك..فسقطت دمعه..لم تحاول منعها..تركتها تسقط...
لتأخذ معها ذلك البريق الذي بدأ يخبو في عينيها..وتذوب ابتسامتها
فوق كتاب الحب الذي كنا نقرأه ..حملت الكتاب..أوراقه المحترقة تصرخ في...ماذا فعلت...ماذا قلت...
قال قلبي (انه جوع الانتظار..وقلق الوقوف بباب الحب دون إجابة..
ومخافة الرحيل)
تضرعت عيناها..قالت..(ليس بيدي...لقد انتظرتك...كنت انتظرك..
ولم يبق في عمري سوى خمس شموس..لا أظنها تشرق..بعد اليوم)
وانسحبت في هدوء ليسقط كتاب الحب ويختلط رماد الأوراق برمادها
على الأرض...لحظه ..هبوب ريح خفيفة..بعثرت..الرماد..في أرجاء غرفة..كنت نزيلها...من سنوات خلت