أنا وانت ظلمنا الحب للشاعر عبد الوهاب محمد

أنا وانت .. ظلمنا الحب بإيدينا

وجينا عليه .. وجرحناه.. لحد ما داب حوالينا

ما حدش منا كان عايز .. يكون أرحم من التاني

ولا يضحي عن التاني

وضاع الحب ضاع .. ما بين عند قلب وقلب ضاع

ودلوقتي لا أنا بنساه ..

ولا بتنساه ..

ولا بنلقاه .. أنا وانت

أنا وانت

***

أنا وانت اللي كنا زمان :

أحب اتنين .. وأحن اتنين

وكان اكبر خصام بينا .. يدوب ف يومين

يادوب ف يومين

خصامنا ليه النوبة دي زاد ..

وخلا الخطوة بينا بلاد ..

وفرقنا على طريقين ..

وضاع الحب ضاع .. ما بين عند قلب وقلب ضاع

ودلوقتي لا أنا بنساه ..

ولا بتنساه ..

ولا بنلقاه .. أنا وانت

أنا وانت

***

أنا وانت .. ظلمنا الحب بالغيرة

وجبنا للظنون سيرة

وقطعنا الأمل مرات .. ما بين الشك والحيرة

وكان الحب بينا كبير .. صغر لما ابتدينا نغير

وبردت نار .. وقادت نار ..

وبرضه مشينا ف التيار

وضاع الحب ضاع .. ما بين عند قلب وقلب ضاع

ودلوقتي لا أنا بنساه ..

ولا بتنساه ..

ولا بنلقاه .. أنا وانت

أنا وانت

***

أنا وانت نسينا ..

حتى نتعاتب .. ونتصارح

وعز عليك تسيب العند وتسامح

وعز عليا أكون البادي وأتصالح

وأصبح كل يوم بينا .. يفوت أصعب من امبارح

نسينا رقة العاشقين .. نسينا واحنا مش داريين

نسينا إزاي .. كدة نسينا ؟

وإيه ده اللي جري لينا ؟

وضاع الحب ضاع .. ما بين عند قلب وقلب ضاع

ودلوقتي لا أنا بنساه ..

ولا بتنساه ..

ولا بنلقاه .. أنا وانت

أنا وانت

.....
الشاعر\عبد الوهاب محمد
وضوح السبب وتحمل النتيجة
لكل حالة أسبابها التي تترتب عليها النتائج , ولكل نهاية بداية ..ودائماً دائماً اللوم والعتاب يكونا داخلنا , لكننا ..أو كل منا يرى الأخر هو البادئ ..أو هو السبب وكل منا يرمى الاتهام على الأخر
دائماً نشعر كأننا ملائكة والآخرون هم الشياطين , دائماً عندنا التسامح وعندهم التجريح ..نحن الحب وهم الكراهية..نحن النوم وهم القلق..نحن الراحة وهم التعب..نحن القبول وهم الرفض.
الشاعر المبدع عبد الوهاب محمد
يجسد لنا الحمل المقسوم أو نتيجة السببين ,رد الفعل للفعل, لست أنا وفقط ولا أنت وفقط إنما نحن ..أنا وأنت ..لك أسبابك ولى أسبابي ..والنتيجة ضياع الحب ..الذي بيننا ,وفينا وداخلنا ..
الشاعر المبدع يبلور معنى النتيجة المسببة أو السببية المعلنة , في استشفاف لم تم .. وبلوم على ما تم..
يبدأ عمله ببساطة مركزة أو بتركيز مبسط..
(أنا وانت ظلمنا الحب بأيدينا..)
الظالم نحن وليس أحدنا والمظلوم هو (الحب) وما هو الحب ..؟هو الوداد والحنان ,الرضا,التسامح ,العطاء,التراحم ,التداني,وإن ظلمنا الحب فنحن ظلمنا كل المعاني التي نعيش بها ومن اجلها..
ويعلن في وضوح أن هذا الظلم الذي تم ويقع الذنب عليهما ..ثم بأيديهما,ظلم ,وإصرار على الظلم , وتجريح ..فكيف يعيش الحب؟ الطبيعي والنتيجة هو ذوبان الحب وتبخره وموته..
ولم يذوب الحب أو يتبخر أو يموت فيهما وفقط وإنما حولهما ..أي حتى رؤية هذا الحب تغشت وطمست ..من الممكن أن يموت حبي لكنى أراه مع أناس غيري ..أرى غيري يلبسون رداء الحب..ولكن الشاعر يصور بمنظور اليأس ..أن الحب مات حتى في أعينهم ويبدأ في فنية عالية تفصيص السبب وتوضيحه ..أننا لم نتنازل أو نرحم أو يبدأ أحدنا بالمصافحة ..أو يضحى في سبيل هذا الحب
وهذا العناد وعدم التضحية أو انتظار من يبدأ..وصلا إلى ضياع الحب عن القلبين..بعدما ظلماه والآن في هذه اللحظة في هذا الوقت ,بعد اعترافنا بأننا السبب وأننا الجانيان عليه , لم ننساه ولا نجده
الاحتياج دائماً هو سبب التنازل,أو هو سبب البحث ,أو هو الذي يجعلك تأتى مرغماً لمكان لا تريد الذهاب إليه وإنما احتياج له..أو لتنازل عن شيء حتى تراعى باقي الأشياء ودائماً نرى الأشياء كاملة
بعد خروجنا منها أو بعد هدوئنا ..بمعنى إنني وأنا داخل الموضوع أراه من زاوية واحدة ,هي زاوية تفكيري وانفعالي أو ................
ولكن بعد فترة أو بعد حسمه ,أراه من أكثر من زاويا..أو أراه كاملاً
أو أراه بمنظور الخسارة والمكسب , هل حققت ما اسعي إليه..؟هل المكسب بالنسبة لي أكبر من الخسارة ..هل كان ما تم لصالحي أم ضدي ..والشاعر وجد الخسارة الفادحة في موت هذا الحب وأعاد صوره في ذهنه..
بصيغة النياحه لو صح التعبير ,بمعنى أنه يندم الذي لاطائل من وراءه..الحب مات,ولن يرجعه إلى الدنيا ,لطم الخدود ولا شق الجيوب ..لقد مات والموت في دنيانا حقيقة..
الشاعر\ عبد الوهاب محمد..
يرنو إلى الحدث بتغليف نتيجته , فهما كانا أحب اثنين واحنهما وكان أكبر ..أو أطول مدة لخصامهما هي يومان ..فما سبب إطالة مدة هذه المرة..؟
إذن الحب كان موجوداً ,وبقوة وضياعه كان في البدأ خصاماً ..بمعنى أنه في الصلح يعود كما هو..
كان بينهما التسامح والتراضي وليس الكبر ومن يبدأ ومن يعتذر ..ولكن هذه المرة دخل بينهما العناد, أو تواكل كل منهما على الأخر ,وأخذته عزته بالإثم ..هو يبدأ , الأخر يبدأ,إلى أن ضاع الحب بينهما..وجعل الخطوة تبعد ولا تقترب..ويصف خطوة البعاد بالبلاد وليس بلدا واحداً وإنما بلاد..
إن كانا قد ظلما الحب بالأيدي وهما مدركان لم فعلا..؟
وجرحا هذا الحب إلى أن ذاب فيهما وحولهما وضاع ..الغيرة هي أيضاً من الأسباب القوية التي تنهى الحب وتقتله وتصل بالفرد إلى الشك والظنون والحيرة وتقطيع الأمل
الغيرة معول لهدم حصون الحب ..قادرة على أن تميت القلوب ,فالغيرة المعنفة أو الذائدة عن الحد , والظن يقتل الثقة ..والشك يشعل خبو الفراق , والحيرة اقدر على البعد منها للتداني .. ويعلل في جملة بسيطة وإن كانت اقرب إلى التقريرية أن الحب بينهما كان كبيراً وأصبح من فعل الغيرة صغيراً,ويدعمها بجملة شاعرية عالية المعنى والتمعين والإسقاط , أن في ظل هذه الغيرة كانت تشعل النار ثم تهدأ ولكنها لم تخبو وكانا يخطوان نحو حبهما إلى أن ضاع الحب
الشاعر المبدع \ عبد الوهاب محمد
في تدرج وسمو وترادف لمعني ضياع الحب ..يجسد لحظة هامة في تاريخ الفهم للمشاعر وفي تطور العلاقة أو تدرج انهيارها ..
ودائماً يتكلم عنهما معاً ,ليس هو فقط ولا هي فقط , إنما هما
نسيا أن يتعاتبا ..أو يتصارحا..أن يقول كل منهما ما داخله .. أن يبدأ أحدهما ويرد الأخر ويصلا معاً إلى التصافي والتسامح ..لكنهما كان يسيطر عليهما من يبدأ
وترعرع العند داخلهما وأصبح قوياً , لم يتنازل هو ويتسامح ولم تتنازل هي وتبدأ ..وكل يوم يمر يزيد اشتعال الفراق أكثر ..ويزيد هواء الشك والغيرة ويحاول الشاعر أن يقف أمام الإحساس في نسيانه لمعاملة العشاق وتفهمهم , في هذه الرقة الحالمة التي تأخذ لب السامع والمشاهد , حتى يتمني هذا الحب ..فهما نسيا هذه الرقة وكيف نسيا..؟لا يدريان ..هكذا وصلا , وهكذا مات الحب ,ولم يعرفا حتى الآن ..لماذا؟وماذا جرى..؟
الصور الجميلة
(1)الخطوة بينا بلاد
(2)وقطعنا الأمل مرات
(3)وبردت نار
كل الشكر للشاعر المبدع
عبد الوهاب محمد
ماهر دياب
عزبة البرج