قالت قصيدكَ لم أعـد أحـويـــــهِ ... والشعـــــر أصبــــح ذابلٌ ما فيـــهِ
لمعت حروفـكَ في الفؤاد بأسرها ... أما المعاني كاللظــــــــى تكـــــويهِ
يَـدكَ التــي تحتاج كـل أناملي ... صاغت لـقـلبي النــــار كي تفــــــنيهِ
وبحار حبّـِـكَ في الهواء تبخّرت ... وجنـونُ شوقِــــكَ للقــــى تطــــويهِ
كان الوصال يزيد فيكَ وسامتي ... ويزيد فيكَ الحســنَ فـــــي التوجيــهِ
فيحوك للقلـبـــــــين أجمل عالم ... فيــــــــهِ المودةُ بالمــُـــنى تسقــــــيهِِ
همسات جفنِكَ في العيون تلعثمت ... وعبيــرُ هُــــــدبي بالجــفا ترمــيهِ
وربيع حبـي قد محـــــوت جماله ... وخطوط حبـرِكَ شوهت ماضــــيهِ
ما عدت أخفــي كلَ مُرّ ذقــتُه ... فالكــــــــره في عينيـــــكَ لا تخــــفيهِ
ما عادت الأفراح تبهج مبسمي ... وتـزيل حـــــزنا بالدما أبكـــــــــــــيهِ
باقات صوتي كالغبار تبعثرت ... وأريج صــمتِكَ كالدمى تهديـــــــــــــهِ
وغرامُنا الوهمي يثـقل عاتـقي ... فيحـــــــول بينـــي والذي يبنيــــــــــهِ
نشبت وعودُكَ تستبيح ُ مشاعري ... كالسـّهمِ تـنفذ ُ و الوهـَى يـبقيـــــــهِ
وتـثـور كالبركان فــي أعماقـِها ... وتجــــيدُ فن ّ القـتـل بالتــــــــــــرفيهِ
أوعز ضميرك واقتلع مني الأسى ... واشفق علـــى قلبي الذي تدميـــــهِ
********************
فرددت ُ مشدوه الفؤادِ لما ادّعـَت ... والعيـــن ناحت والبــُــــكا أضناهـــا
كيف السبيل لقتل حبـــــك والسـّعادة لم أصُغــها ... فالقصيــــــــــد بنـَاها
كل المعاني أمطرتها جَـــــعبتي ... دربُ السـّعادة فــــي القلــــوبِ ضياها
أنتِ القصيدُ وأنتِ مـــــن أنشأتهِ ... أنتِ المعاني ، أنتِ عِطــــــرُ شذاها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رائد فايد البدارين