(عندما
تثور) ******* بقلم/ حسن البدوي
****************************
في ليلةٍ من ليالي الربيعِ الساحرة والمقمرة
سمعتُ سباباً وصُراخاً قوياً في حجرةٍ مجاورة
فنظرتُ من شُباكي فإذا امرأةٌ غاضبةٌ وثائرة
وبيدِها هِرَاوةًٌ غليظة وأطباقٌ حولَها متكسرة
وأطفالٌ خلفها يبكون وقُلوبُهم حزينةٌ متفطرة
وزوجُها يهرولُ مفزوعاً وهي من حولَه دائرة
تقولُ ويلك أينَ كُنتَ حتى هذه الساعةِ المتأخرة؟
اهدأي يا امرأة فالبيوتُ حولنا والعيونُ ساهرة
فإذا زوجها ينالُ من عصاها ضربةً قويةً طائرة
يالهاِ من امرأة عفيةٍ وقويةٍ عيونهاً متحجرة
فأسرعتُ لأنقذَ المسكينَ من تلك المرأةِ الكاسرة
واقتربتُ منه فإذا الدماء ُ غزيرةٌ تسيلُ منه فائرة
وهو يلهثُ وحولَه أطفالٌ عيونُهم باكيةٌ متحسرة
فقلتُ لها قفي لِمَ كلُ هذه الغضبةِ القويةِ الهادرة؟
فسمعتُ منها كلماتٍ بذيئةً وشتائمَ كثيرةً ساخرة
واقتربتْ وكانتْ ماتزالُ لعصاها رافعةً وشاهرة
وإذا بي أنالُ منها على غرةٍ ضربةً بعصاًغادرة
جعلتني ألومُ نفسي وأقول بنبرةٍ حزينة متحيرة
إلى متى تظلُ الحربُ بين الرجال والنساء دائرة؟
فيا رجالُ حذارِ من تلك الغضبةِ القويةِ الجائرة
ويا نساءُ مهلاً فالحياةُ ساعاتٌ ولحظاتٌ عابرة
وهذه الدُنيا لا يدومُ متاعُها وأحوالُها متغيرة
فلا يبقَى فيها إلا الحبُ ولحظاتٌ حلوةٌ ساحرة
فانشُرُوا الحبَ فيها ولاتعودُوا للحروبِ الخاسرة