رسالة إلى ولدي
أبُنى هل عاقبتني. .
وتجيء من يدك البريئة قبضة .. تجتاحني ..
وتجز من عينيى أجمل نبتة ..
وتُميت أول فرحة..
وتدس سهم الحب بين جوانحي ...
تغتالني ..
*****
فلقد زرعتك روضتي
وبدأت فيك طفولتي
ونسيت حمل كهولتي
وبنيت من حبى اليك ... قصورها
وزرعت من خوفى عليك .. نخيلها
ونقشت فى أسوارها ...
وبنيت بالآمال جل زروعها
وغرست في بطن التراب ... جذورها
وبذرت فيك ورودها..
وثمارها .. ونسيمها
*****
أبُنى في سوق النخاسة بعتني
وبقلب فاتنة به .. أبدلتني
وجعلته لك قبلةً .. وهجرتني
وبنيت ستراً بيننا .. وتركتني
وقطعت أجمل وردة ... وذبحتني
ونسيت حلما يستعر .. فنسيتني
وحرقت قلبا يعتصر .. فحرقتني
ولبست في قدميك حبا يحتضر .. وأمتني
وجرحت عمرا ينتظر .. فجرحتني
*****
أبُنى أنت قتلتني ..
وتركت جرحا غائرا ..
وتركت تحت القبر حزنا ثائرا
وبقسوة المأجور رحت دفنتني ..
وبقيت فوق القبر قبراً ضمني ..
وتركت حباً يتقد
وتركت قلباً يرتعد
ويتوه نبض في ضلوعي .. يتئد
*****
أبُنى أنت رسالة .. مزقتها
وقصيدة مرسومة .. أحرقتها
فتناثرت بين الليالى السود كل حروفها
وتطايرت عبراتها
وتبدلت بدم العناد .. خطوطها
*****
أبُنى أين الحبُ .....
..... كيف الحبُ ... يقتل فرخنا ؟
أبُنى هل بالحب نقبر فرحنا؟
ونهيم نزرع قبحنا ؟
ونتوه بين دروبنا
و نصوغ فوق جباهنا ... وا بؤسنا ..؟
أتراه حباً ذاك أم سجاننا ؟
أتراه ليلاً حالكاً يجتاحنا؟
أتراه....... ؟؟
إنى لا أرى ..
فالحزن أغرق ووجنتي
والقهر طال بصيرتي
والحب دنس هامتي
الحب دنس هامتي
*****
أبُنى هل ما زلت تدرك أنني ..
قد كنت أنقش فى صخور العمر جحرا .ً.. تحتمي ..
قد كنت أحفر فى مياه البحر نهراً... ترتوي
والآن ... صرت الآن أنت مقاتلي
قد صرت فى عيني قلب مغامرٍ
هل صرت تدرك أنني ..
قد ضاع من كفىّ عمرٌ يُرتجى
قد بات بين القبر شبرٌ .. إنتهى
ومحوت أنت بدايتي ..
وكتبت أنت نهايتي ..
شكرا ً بـُنى قتلتني ..
شكرا ً بـُنى قتلتني ..
*****
جمال نصير فى فبراير 2013